عندما كنتُ حاملًا بطفلي الأول، أصبحتُ دائمة التفكير وعانيتُ من القلق والكثير من الأفكار السلبية. أستطيع الجزم بأن كل أم جديدة مرت بهذه الأفكار، العديد من الأمور المقلقة والخواطر المربكة والتي حرمتني من الاستمتاع بحملي مثل :
إذا جاءني المخاض، كيف أخبر الطبيب المناوب أو الفريق الطبي عن رغبتي في أقل عدد من الفحوص المهبلية؟ لن أكون مستعدة أو في كامل نشاطي لأمنعهم من ذلك. كيف سأتواصل معهم خلال الولادة – وأنا مرهقة للغاية- وأخبرهم عن رفضي لقص العجان دون ضرورة؟ كنت قلقة من أنهم سوف يُرضعون طفلي في غرفة الحضانة حليبًا صناعيًا إذا غفوتُ بعد الولادة، فهل يستطيع زوجي أو والدتي إبلاغهم عني أو أنهم سينشغلون باستقبال التهنئات؟

 

بالإضافة إلى ذلك، لدي الكثير من الأفكار تحوم في رأسي حول القرارات التي أود اتخاذها عند ولادتي! لم أكن أعرف أنني أستطيع كتابة سجل يُسمى بـ(خطة الولادة) حتى أخبرتني صديقتي بذلك. بحثت في الإنترنت عن مايُسمى بخطة الولادة، ووجدتها مناسبة لي – وأنا الإنسانة القلقة- إذ أنها تُجيب عن تساؤلاتي فيما يتعلق بالاستعدادات للولادة. أستطيع أن أضع قائمة بالقرارات المهمة التي أرغب بحدوثها أو أود تجنبها خلال المخاض، وفي أثناء الولادة وما بعدها.

 

دوّنت خطتي: أنا أم جديدة إن شاء الله، أريدُ أن يدخل زوجي معي غرفة الولادة، لا أود أن أُفحص فحصًا مهبليًا بشكل متكرر دون داعٍ، لا أريد تحريض المخاض دون ضرورة، قرأتُ عن مخاطر إبرة الظهر ولا أود استخدامها، وبالتالي أريدُ من الممرضة أن تُساعدني في تقنيات التنفس المخففة للآلام، أود الدفع وأنا في وضعية القرفصاء، لا أود إطلاقًا قص العجان دون مبرر مقنع مع طلب الإذن مني إذا دعت الحاجة إلى ذلك، أرغب في تأخير قص الحبل السري للمولود، وحمل طفلي بعد الولادة مباشرة حتى أتمكن من إرضاعه.

 

لاتنتهي خطة الولادة بإنتهاء الولادة، بل إنها تستمر معكِ طوال فترة بقائك في المستشفى. تستطيعين إخبار الفريق الطبي بأنكِ لاتريدين إرضاع طفلك حليبًا صناعيًا إذا كان في غرفة الحضانة، أو أنك لا ترغبين في إعطاءه مصاصة.

 

ارتحت كثيرًا بعد أن دوّنت خطتي، أكملتُ شهور الحمل وأنا مطمئنة أركز في الأمور الأخرى في حملي كغذائي وتماريني اليومية. تدوين الأفكار يزيح القلق عن الإنسان، فكيف بأكثر الأمور المقلقة والمتمركزة حول أهم يوم في حياة المرأة؟ حتى وإن حدثت أمور غير متوقعة، فستكونين واعية بالخيارات الأخرى المتوفرة وتشعرين حينها بالتمكين والقوة. عرضت الخطة على زوجي وأمي وأختي، وناقشتها مع طبيبتي التي قرأتها ووافقتني عليها، ثم طبعت نسخًا عديدة لآخذها معي إلى المستشفى وقت الولادة.

 

ما الذي حدث؟ جاءني المخاض، ثم ذهبت إلى المستشفى وأنا مطمئنة بشأن قراراتي- وإن كنتُ غارقة في الخوف من الولادة-. طُبقّت خطة ولادتي بشكل كامل تقريبًا فيما عدا القرار المختص بقص العجان، اضطروا لقصه إلا أنهم استأذنوني قبل ذلك.

 

من المهم أن تُدركي أن هذه القرارات يجب أن تكون مرنة خاصة أن الولادة هي تجربة فريدة لاتشبه غيرها من التجارب. صديقتي التي دلتني على خطة الولادة، وبسبب ظروف ولادتها، لم يُنفذ من خطتها إلا أقل من نصف القرارات!

 

هل تبحثين عن مرجع تستطيعين من خلاله كتابة خطة ولادتكِ؟ منصة رفيدة تقدم لكِ ذلك!
تستطيعين الإستعانة بهذا الرابط بالأسفل في إعداد خطة الولادة:


بعض المراجع عن خطة الولادة:

Mayo Clinic

WebMD

American Pregnancy

Cleveland Clinic