تعتبر آلام الصداع مشكلة شائعة وواسعة الانتشار، وهذه الآلام قد تشتد فتصبح عائقا يمنعك من ممارسة مهامك اليومية وقد تحرمك من الاستمتاع بالأنشطة المفضلة لديك. لكن هناك دائما طرق للوقاية وتخفيف نوبات الصداع ومحاولة التحكم بها. في هذه المقالة نناقش أهم الأسئلة الشائعة بخصوص الصداع النصفي التي تهم المرأة. 

ماذا نعني بالصداع النصفي؟  

الصداع النصفي هو نوع محدد من أنواع الصداع ويسبب عادة صداعا في أحد نصفي الرأس، ولكن أحيانا قد يكون الألم في كلا الجهتين. يمكن وصف الألم الناتج عن الصداع النصفي بأنه ألم شديد كشعور النبض المؤلم. عادة يكون الألم على جوانب الرأس، أو خلف إحدى العينين، أو الأذن، ومن النادر أن يكون الألم في جهات أخرى من الرأس. قد يسبب الصداع في بعض الأحيان غثيان، قيء، وحساسية أو انزعاج من الصوت أو الضوء، وعند بعض الأشخاص قد يكون الصداع مصاحباً مع رؤية المصاب للبقع البصرية، أو ومضات ضوء في مجال البصر، أو في أحيان أخرى فقدان مؤقت للبصر. يستمر الألم عادة لمدة لا تقل عن ساعتين وقد يستمر لمدة يوم أو يومين. بعض الأشخاص قد تأتيهم نوبات الصداع النصفي مرة أو أكثر في الأسبوع الواحد، والبعض الآخر تأتيهم النوبات بتواتر أقل بكثير مثل مرة أو مرتين في السنة. بشكل عام لا يشكل الصداع النصفي خطر على حياة الشخص، ولكن يمكن أن يؤثر على نشاطاته اليومية. 

 

ينتشر الصداع النصفي بين الجنسين لكنه أكثر شيوعا بين النساء حيث يصيب ما يعادل ١٧٪ من النساء. يكثر انتشار الصداع النصفي بين عمر ١٨ إلى عمر ٦٠ سنة ولكنه يصبح أقل حدة مع تقدم العمر. الكثير من المصابين بالصداع النصفي لديهم تاريخ عائلي مع المرض. 

 

ماهي أسباب الصداع النصفي؟ 

أسباب الصداع النصفي غير مفهومة تماماً، ولكن تلعب التغيرات الجينية والعوامل البيئية دورا مهما في نشوء حالة الصداع النصفي. وبحسب الأبحاث الحديثة، ينشأ الصداع النصفي عند حدوث اختلال في الأنسجة العصبية في قشرة الدماغ تؤدي لما يسمى ب Cortical spreading depression حيث يبدأ نوع من السكون الكهربائي للأعصاب في منطقة ما من قشرة الدماغ والذي سرعان ما ينتشر في باقي قشرة الدماغ. هذا السكون الكهربائي يحفز العصب الدماغي (القحفي) الخامس Trigeminal Nerve ويسبب كذلك بتغير في خصائص الغشاء الحاجز الذي يفصل بين تجويف الدماغ والأوعية الدموية المغذية للدماغ مما يسمح بنفاذ مركبات كيميائية تساعد في نشوء حالة الصداع النصفي. هذه التغيرات تزيد من حساسية الأعصاب الحسية في الجمجمة مما يؤدي للإحساس بنوبات الصداع حتى في ظل عدم وجود ضرر حقيقي في الجهاز العصبي. 

 

 هناك أمور عديدة قد تحفز الصداع النصفي منها: 

  • التوتر والضغط النفسي. 
  • التغيرات في مستوى الهرمونات لدى السيدات أثناء الدورة الشهرية. 
  • الجوع. 
  • تغيرات الطقس. 
  • الأرق واضطرابات النوم. 
  • الروائح النافذة. 
  • آلام الرقبة. 
  • الضوء الساطع أو الأصوات العالية. 
  • الكحول. 
  • الكافيين. 

كيف يختلف الصداع النصفي لدى النساء مقارنة بالرجال؟  

مقابل كل رجل يعاني من الصداع النصفي هناك ثلاثة نساء يعانين من نفس المشكلة. كما أن نتائج الأبحاث توضح أن الآلام التي تشعر بها النساء عادة ما تكون أشد وقد تستمر لفترة أطول مما قد يجعل الصداع الذي يصيب المرأة حاجزا أمام أداء مهامها اليومية. 

 

هل للصداع النصفي علاقة بالدورة الشهرية؟  

الكثير من النساء يصبن بالصداع النصفي قبل أو أثناء أو بعد الدورة الشهرية مباشرة، مما يوحي بوجود رابط بين تغير مستوى الهرمونات (الاستروجين والبروجستيرون) وحدوث نوبات الصداع، إلا أن هذا الرابط ليس مفهوما بشكل واضح بعد. كما أن النساء اللاتي يصبن بالصداع مزامنة مع الدورة الشهرية غالبا ما يصبن به في أوقات أخرى. ويسمى الصداع المزامن للدورة الشهرية بصداع الدورة الشهرية النصفي. 

 

هل يمكن للصداع النصفي ان يسوء بعد انقطاع الطمث؟  

هناك بعض الحالات التي تزيد فيها حدة الصداع النصفي، أو قد يبدأ حدوثه مع ابتداء فترة انقطاع الطمث إن لم تكن المرأة مصابة به في السابق، لكن هذه المضاعفات تتوقف بالعادة عند استقرار مرحلة انقطاع الطمث. أيضاً، قد يكون للهرمونات التي تُصرف من قبل الطبيب وقت انقطاع الطمث دور في هذه الأعراض. وعلى العكس، ففي بعض الحالات يتحسن الصداع النصفي بعد انقطاع الطمث إن كان حدوثه مرتبطا بالدورة الشهرية، حيث أن الكثير من النساء قد يلاحظن تحسن في أعراض الصداع النصفي بعد انقطاع الطمث. 

  

هل استخدام حبوب منع الحمل يزيد من حدة الصداع النصفي؟  

في بعض الأحيان قد يكون لحبوب منع الحمل أثر إيجابي في تقليل عدد نوبات الصداع النصفي وحدتها عند بعض النساء، وفي أحيان أخرى قد يكون لها تأثير سلبي في زيادة حدة الصداع لدى نساء أخريات، وقد لا يكون لها تأثير على الصداع إطلاقًا عند البعض والسبب في اختلاف الاستجابة لحبوب منع الحمل غير معروف. 

  

ماهي طرق العلاج والوقاية من حدوث الصداع النصفي؟ 

يوجد طرق عديدة لعلاج الصداع النصفي، فهناك علاجات دوائية تستخدم لعلاج نوبات الصداع النصفي الحادة وتخفيف ألم النوبة كما يوجد وسائل وقائية يمكن أن تستخدم للتقليل من عدد نوبات الصداع النصفي. وسنفصل في كل جانب كما يلي: 

  • جانب الوقاية: وتشمل نوعين من طرق الوقاية من الصداع النصفي وهي الوقاية السلوكية وكذلك الوقاية الدوائية: 
  1. طرق الوقاية السلوكية: وتعني القيام بتغيرات في نمط الحياة والسلوك اليومي بحيث تساعد هذه التغييرات في التقليل من نوبات الصداع النصفي. هذا الأسلوب الوقائي يعد وسيلة وقائية ناجحة. ومن هذا التغييرات السلوكية التي تساعد في التقليل والتخفيف من نوبات الصداع النصفي ما يلي: 
  • المواظبة على النوم الصحي في مواعيد محددة. 
  • تناول الوجبات في مواعيد محددة. 
  • ممارسة الرياضة بانتظام يوميا. 
  • تفادي العوامل التي تحفز حدوث نوبات الصداع النصفي وتثير الألم، وهي تختلف من شخص لآخر ومنها ما ذكر أعلاه. 
  • بالنسبة للسيدات اللاتي يعانين من صداع الدورة الشهرية النصفي، قد تستخدم العلاجات الهرمونية مثل حبوب تنظيم الدورة الشهرية للوقاية من نوبات الصداع. 

 

  1. طرق الوقاية الدوائية: 
  • هناك عدة أنواع من الأدوية يمكن استخدامها للتقليل من عدد نوبات الصداع النصفي و حدتها وتعد هذه العلاجات فعالة أيضا. هذا النوع من العلاج الوقائي يستلزم استعمال الأدوية المخصصة لذلك بشكل يومي. استشيري طبيبك لاختيار الدواء الأنسب لك. 

  

  • جانب علاج النوبات الحادة: هذا الأدوية مخصصة لعلاج نوبات الصداع النصفي الحادة. وتشير الدراسات أن استخدام هذه الأدوية مع بداية الإحساس بنوبة الصداع عوضا عن الانتظار يزيد من فاعليتها ويلطف بشكل أكبر من الألم الناتج عن نوبة الصداع. ويندرج تحت هذه المجموعة أدوية شائعة الاستخدام مثل البنادول والأسبيرين والبروفين وكذلك ادوية خاصة بالصداع النصفي مثل مجموعة التربتان Triptans ومنها ما يوجد على شكل حبوب أو على شكل بخاخ للأنف. يندرج أيضا تحت هذه المجموعة أدوية أخرى تستخدم لحالات خاصة مثل مجموعة ergotamine 

 

ماذا يجب على أن أفعل عندما يبدأ الصداع النصفي؟  

هناك عدة طرق مختلفة ولكن ينصح بالآتي:  

  • إذا كنت تتناول أدوية لعلاج نوبات الصداع النصفي مثل الأسبيرين أو البروفين أو البنادول، فيجب عليك تناولها مباشرة عند بدء الصداع. 
  • الاستلقاء في غرفة هادئة ومظلمة. 
  • شرب السوائل في حالة عدم الشعور بالغثيان. 
  • تدليك والضغط على منطقة الصداع في الرأس. 

 

هل يمكن علاج الصداع النصفي إذا كانت المرأة حامل؟  
إذا كنت حاملًا فيُنصح باستشارة الطبيب لاختيار الأدوية المناسبة لك اثناء الحمل لعلاج الصداع النصفي والابتعاد عن بعض الأدوية المضادة للصداع النصفي، والتي قد تسبب بعض العيوب الخلقية في الطفل، أو مضاعفات في الحمل. أيضا بإمكانك اتباع بعض طرق العلاج المنزلية، مثل تمارين الاسترخاء والكمادات الباردة التي قد تساعد في تخفيف الألم. 

 

هل يمكن لأدوية علاج الصداع النصفي أن تؤذي الطفل إذا كانت الأم مرضعة؟ 
بعض أدوية الصداع النصفي قد تصل إلى الطفل عن طريق الحليب وتؤذيه، فيجب عليك أن تسألي الطبيب عن أدوية الصداع النصفي الآمنة في فترة الرضاعة لتجنب حدوث أي مضاعفات.