القوة النفسية مثل القوة الجسدية، تحتاجين إلى ممارسة التمارين الرياضية والتخلي عن الأكل غير الصحي من أجل الحصول على جسم صحي وقوي. وبالمثل، إذا أردتِ أن تصبحين قوية نفسيا لابد من ممارسة عادات جيدة والتخلي عن عادات سيئة.
تحتاجين إلى أن تكوني قوية نفسيًا حتى تواجهي مصاعب الحياة صغيرها وكبيرها. القوة النفسية ستزودك بالمقاومة التي تحتاجيها في وقت الأزمات وتحميكِ من الانهيارات الصغيرة والكبيرة. ركزي على العادات التي تشعرين أنك جيدة فيها، وطوّري من الأمور التي تشعري بالضعف فيها. هنا بعض العادات التي قد تساعدك في أن تصبحي قوية نفسيًا:
١- افعلي شيئًا واحدًا غير مريح كل أسبوع:
افعلي أمرًا لم تعتادي أن تفعليه من قبل يجعلك تواجهين مخاوفك ويضعك أمام تحديات جديدة. أمر جديد مثل التسجيل في كورس لتعلم مهارة جديدة، أو الإقدام على التحدث أمام الناس وإلقاء خطاب أمامهم. الإنسان في العادة يتحرج من فعل أمور جديدة خوفًا من الفشل أو تجنبا للتوتر أو القلق، لكن هذا الأمر الجديد سوف يجعلك تكتشفين بنفسك فتصبحين أقوى من قبل.
٢- احتفظي بسجل تدونين فيه النِعم التي تشعرين بالامتنان تجاهها:
في نهاية كل يوم، دوّني ٣ نِعم تشعرين بالامتنان تجاهها. قد تبدو هذه النعم بسيطة للغاية، مثل كوب قهوة تلذذتِ بشربه، أو نوم هادئ غير متقطع، أو اتصال هاتفي ممتع مع صديقتك. هناك دراسات تشير إلى أن سجل النِعم يقلل من التوتر ويجعلك تنعمين بنوم أفضل، وبالتالي تشعرين بالقوة النفسية.
٣- اهتمي بصحتك:
الأكيد أن القوة النفسية تستمد طاقتها من القوة الجسدية بشكل رئيسي. اهتمي بنومك واحصلي على ساعات كافية من النوم، وحاولي أن تنوّعي غذائك وتبتعدي عن السكريات قدر المستطاع، ومارسي الرياضة بشكل منتظم.
٤- في بداية اليوم، راجعي اليوم السابق لمدة ١٥ دقيقة:
خلال عزلة قصيرة في بداية اليوم، تفكري في أفعال وأقوال اليوم السابق. ركزي على الإيجابيات وكيف من الممكن الاستمرار فيها، وتعلمي من الأخطاء دون أن تقفي طويلا عندها. هذا التمرين مهم من أجل تطوير نفسك وتصفية ذهنك حتى تصبحي أقوى نفسيا. من الضروري أن تتجنبي ممارسة هذا التمرين في نهاية اليوم، إذ أن جسمك وعقلك يكونان مرهقان للغاية وحينها لن تفكري إلا في السلبيات.
٥- حينما تحاورين نفسك، اجعلي هذا الحوار لطيفا:
حينما تفعلين شيئًا روتينيًا مثل قيادة السيارة أو المشي أو الطبخ أو حتى الاستحمام فإنك تجدين نفسك غارقة في الأفكار. الحوار مع نفسك مفيد، لكن اجعلي هذا الحوار لطيفا. ابتعدي عن جلد الذات وتكرير عبارات مثل
”لم أبدو هكذا؟“، ”لماذا قلتُ | فعلتُ ذلك؟“، ”أشعر بالخزي لأنني فعلت ..“.
اجعلي حوارك مع نفسك يبدو وكأنك تحاورين صديقتك المفضلة، فهل ستوبخينها؟
٦- انتبهي لمشاعرك:
مع مشاغل الحياة، لا نلقي بالا على مشاعرنا تجاه الأحداث التي تحصل حولنا خاصة الصغيرة منها. فقد تشعرين بشيء من الغضب أو الحزن أو حتى الكآبة تجاه قول أو فعل حدث أمامك دون أن تتوقفي وتسألي نفسك: لماذا أشعر هكذا؟ هل كان هذا القول أو الفعل يستحق ردة فعلي؟
راقبي مشاعرك تجاه التصرفات اليومية سواء كانت تصرفاتك أو تصرفات غيرك، ثم لاحظي الأمور التي تُوقظ فيكِ مشاعر سلبية لكي تبتعدي عنها أو تجدي طريقة لمواجهتها دون أن تستنزف مشاعرك في المرة القادمة. كذلك يجعلك حذرة في اتخاذ القرارات المبنية على العواطف.
٧- أحيطي نفسك بالأهل والأصدقاء:
خصصي وقتا في يومك من أجل أهلك وصديقاتك. هم الدعم الذي ستحتاجينه خلال الأوقات العصيبة. تشير الدراسات إلى أن تمضية الوقت مع الأشخاص الذين تحبينهم هو ضروري لصحتك.
٨- تخلصي تدريجيا من العادات السيئة:
شاركي في تحدي مع نفسك من أجل أن تتخلصي من العادات السيئة بين فترة وأخرى. عادات مثل النوم المتأخر، أو تناول الكثير من السكريات، أو الشعور بالغيرة والحسد تجاه إنجازات الآخرين، أو حتى فقدان السيطرة على التحكم بغضبك. هذا التحدي سيجعلك أقوى نفسيًا إذ أنكِ تتغلبين على عادة قد تكون مترسخة، وبالأحرى تقوي ذاتك. بدليها بعادة جديدة حسنة، مثل النوم المبكر، واستبدال السكريات بالفواكه، والشعور بالحماس من أجل تحقيق هدفك بدلا من الغيرة، أو ممارسة التنفس عند فقدان السيطرة والشعور بالغضب.
المراجع: