قررتُ خوض تجربة الولادة الطبيعية، والامتناع عن استخدام إبرة الظهر. لكن فجأة أحسستُ بالخوف الشديد! سمعتُ الكثير من القصص المروعة عن آلام الولادة وتشبيهات مخيفة مثل ”ألم شبيه بالموت“، ”سكاكين تنغرز في جسدك“، ”مطارق تُضرب على ظهرك“.. وغيرها من التشبيهات. ياإلهي ماذا أفعل؟ هل أتنازل عن الولادة الطبيعية وأبدأ بالتفكير جديًا في استخدام إبرة الظهر؟
الولادة تجربة فريدة من نوعها، تختلف هذه التجربة من امرأة لأخرى، بل تختلف من ولادة إلى أخرى. في أولى مراحل الولادة أو الطلق، يُفتح عنق الرحم ببطء، ويكون الألم عادة في البطن أو الظهر. في المرحلة الثانية، يكون عنق الرحم مفتوحًا، فتدفعين الطفل من خلال المهبل، وحينها ينتقل الألم إلى الحوض ومنطقة المهبل. ثم تتمدد منطقة العجان الواقعة بين المهبل والشرج ليخرج رأس طفلك، وحينئذ ستشعرين بألم حارق في منطقة العجان.
تنبغي الإشارة إلى أن جسم المرأة يفرز هرمون الأندروفين والذي يتفاعل بدوره مع الألم فيخففه أو يسكنه، لكن الخوف والقلق يعيقان إفراز هذا الهرمون الطبيعي فتشعر المرأة بالألم.
بعد أن تقرأي الكثير عن مخاطر إبرة الظهر والتي تفوق مميزاتها، وعن إيجابيات الولادة الطبيعية الخالية من التخدير، ستدركين أن الولادة الطبيعية هي الخيار الأفضل لكِ. بالطبع، هذا الخيار لايأتي بدون ضريبة، الآلام موجودة بالفعل، والكثير من الأحيان ليست بالسوء الذي وُصف لكِ. لكن تستطيعين التحكم بها والتخفيف منها ببعض الطرق التي أثبتت فعاليتها.
يجب أن تدركي أن خيارك هذا قد يختلف عند الولادة، فقد تقررين فجأة أنكِ تريدين مسكنات، أو إبرة الظهر، أو قد يقرر الطبيب أنك تحتاجين إلى عملية قيصرية.
حسنًا..كيف أخفف من آلام الطلق والولادة؟
تقنيات التنفس: زيادة الأكسجين تمنحكِ وجنينك القوة والطاقة، وتساعدك في تحمل انقباضات الولادة. عليكِ تجربة هذه التقنيات حتى تتوصلي إلى أكثرها فائدة بالنسبة إليكِ.
الحركة والمشي وتغيير الوضعيات وكذلك الجلوس على كُرة الولادة: جميعها تُساعدك على تخفيف الآلام والإسراع من الولادة. جربي أن تتمددي على الجنب، أو أن تتخذي وضعية القرفصاء، أو أن تنحني نحو الأمام. جربيها جميعًا إلى أن تجدي الوضعية المريحة لكِ.
العلاج بالماء: الإستحمام بالماء الدافي يخفف من الألم كثيرًا، فهو يمنحك تدليكًا يُشعرك بالإرتياح.
التدليك أو المساج: تدليك القدمين، والظهر، واليدين يُشغل تركيزك عن الآلام، ويمنحك شعورًا بالراحة والإسترخاء.
وجود الشخص المرافق إلى جانبكِ: الحصول على إهتمام شخص تحبينه خلال اللحظات العصبية يُساعدك كثيرًا على التخفيف من آلام الولادة. كلمات التشجيع، والتذكير بضرورة التنفس، وتدليك ظهرك ورجليكِ كلها أمور يستطيع الشخص المرافق تقديمها لكِ.
وجود الدولا: وهي ”مدربة الولادة“ الخبيرة، تساعدكِ في تحمل الألم وتزودك بالدعم والتشجيع والمساعدة خلال الولادة. تستطيعين أن تقابلي الدولا خلال أشهر الحمل الأخيرة لتناقشي معها عن طرق الدعم والتشجيع، ولتحصلي منها على بعض الأجوبة عن إجراءات الولادة. تستطيع الدولا مساعدتكِ في خطة الولادة، وتعليمك تقنيات التنفس والاسترخاء.
تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي حصلن على مساعدة الدولا، كانت فترة ولادتهن أقصر من غيرهن، كما أن نسبة الولادة القيصرية كانت منخفضة لديهن أكثر، وكانت تجربة ولادتهن إيجابية بشكل أكبر، أما تجربتهن مع الرضاعة الطبيعية فهي أكثر توفيقًا بسبب مساعدة الدولا.
ما الذي تقدمه الدولا خلال الولادة وبعدها؟
الدعم والتشجيع والمساعدة لكِ وللشخص المرافق.
التدليك والمساج حتى تشعري بالاسترخاء.
تساعدك في اتخاذ الوضعيات المريحة للولادة.
تنقل خطة الولادة إلى الفريق الطبي وتتأكد من إتمام قراراتك. تساعدك في رضاعة طفلك وتعليمك الرضاعة الطبيعية وكيفية الإعتناء بمولودك.
هنا قائمة بأسماء الدولا المتوفرة في أنحاء المملكة:
http://www.amaniarabia.com/blank-18
المصادر: