“تعمل رقية في الأعمال المكتبية، تجلس لفترات طويلة، هذا الوضع يسبب لها الألم الشديد في أسفل البطن، ورغم أن عملها في استقبال الجمهور، إلا أنها تعتذر كثيراً أثناء اليوم لتذهب إلى دورة المياه، في كل مرة تعرف أنها غير مضطرة للذهاب، إلا أن هذا الألم الشديد يجبرها على القيام بذلك”

الأعراض التي تعاني منها رقية تدلل على أن ما لديها هو ما يعرف بمتلازمة المثانة المؤلمة.

فما هي المثانة؟

هي الجزء الذي يتجمع فيه البول في الجسم وهي جزء من الجهاز البولي لدى الرجال والنساء.

هل تصيب هذه المتلازمة الرجال أيضاً؟

أجل، لكن تصيب السيدات بشكل أكبر، لأسباب خاصة بتكوين الجهاز البولي لدى الرجال والنساء، كما أنها تؤثر على النساء بشكل أكثر ألماً وتسبب الكثير من الإحراج لهنّ خاصةّ إن كانت المرأة عاملةً أو تتطلب طبيعة حياتها أن تكون خارج المنزل لفترات طويلة.

وقد تتسبب لها هذه المتلازمة ببعض من الانعزال عن المحيط الاجتماعي وتفضيل الجلوس في المنزل عن الخروج مع الأقرباء والأصدقاء.

ما هي أعراض المتلازمة؟

  • ألم في أسفل البطن.
  • الذهاب المتكرر إلى الحمام في النهار والليل قد يصل إلى 40 مرةً أو أكثر.
  • الحاجة للتبول المتكرر (بطريقة مستعجلة) أو (بطريقة غير مستعجلة) لكنها كثيرة.
  • يذهب الألم لفترة قصيرة بعد إفراغ المثانة ثم يعود مرةً أخرى.
  • ألم في عضلات الحوض.
  • ألم أسفل الظهر.
  • ألم في الجماع.
  • ألم في فترات الطمث.
  • قروح المثانة وقد تصل إلى حالة وجود الدم مع البول.

كيف تؤثر الأعراض السابقة على المرأة؟

المرأة التي تعاني من هذه المتلازمة تعاني كثيراً.، فإن كنتِ إحداهنّ، فبالتأكيد تعرفين هذا الألم، الانعزال عن الحياة الاجتماعية، و بالتأكيد سيسبب الكثير من الاكتئاب، الإرهاق، الحاجة للنوم بسبب اضطراب النوم في الليل، ألم الممارسة الجنسية، و الذي يسبب الكثير من الإحراج مع شريك حياتكِ، إلى جانب خوفكِ من العملية الجنسية وابتعادك عنها، وبالتالي قد يؤثر ذلك سلباً عليكما وعلى حياتكِ الزوجية، وبالفعل فقد أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي أصبن بمتلازمة ألم المثانة تقل فرص وصولهنّ للنشوة الجنسية مقارنةً بغيرهنّ ممن لا يعانين من هذا الألم.

هل يمكن العلاج من هذه المتلازمة؟

هذه المتلازمة لا يمكن الشفاء منها تماماً، لكن بعض الأدوية قد تخفف من أعراضها.

لهذا الرجوع للطبيب أمر ضروري في هذه الحالة حتى تستطيعين تلقي المساعدة الممكنة قدر المستطاع.

هل هناك عوامل مساعدة في تخفيف الأعراض؟

بالتأكيد عزيزتي، يمكنكِ أن تكوني طبيبة نفسكِ إن اتبعتِ هذه النصائح التي سنعطيها لكِ يمكننا الوصول معاً إلى حد مريح نوعاً ما وتقليل من الألم الذي تشعرين به:

  • الابتعاد عن الأطعمة الحارة أو التي تحتوي الكثير من التوابل.
  • الابتعاد عن التدخين قدر المستطاع.
  • تدريب المثانة على تأخير التبول.
  • لبس الملابس الواسعة التي لا تضغط على المنطقة.

عوامل أخرى قد تكون مساعدة:

  • زيارة الطبيب، وتلقي بعض الأدوية مثل الأدوية التي ترخي عضلة المثانة ، أو التي تعمل تقليل الألم.
  • تناول الأسبرين وبعض المسكنات التي قد تتطلب وصفة طبية ومراعاة وضعك الصحي العام.
  • علاج طبيعي لتقوية،  او احيانا لاسترخاء عضلات الحوض.
  • الاسترخاء.
  • حقن البوتكس في عضلات  المثانة.
  • غسل و تمديد المثانة عند طبيب مختص بالماء و احيانا ادوية اخرى.
  • التحفيز العصبي لزيادة التدفق الدموي للمثانة.

هل يستدعي الأمر التدخل الجراحي؟

في بعض الحالات ا الحرجة قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي لإجراء عمليات ازالة جزء من المثانة، أو أزالة القرحة إن وجدت، سيؤدي ذلك إلى تخفيف الألم لشهور.

في بعض الحالات قد يستدعي الوضع إزالة المثانة بشكل كامل وبالتالي تحتاج المريضة إلى استخدام كيس خارجي للبول.

الخلاصة:

ترك المرض في أوله قد يؤدي إلى تفاقمه، الاعتناء بالنفس أمر ضروري، عليكِ متابعة نفسكِ دائماً وعدم الخجل عن الإفصاح بما تشعرين به، الاستشارة الطبية أمر ضروري في جميع الحالات، فلربما يتبين للطبيب من حديثك لأشياء تجهلينها، و بالتالي يستطيع مساعدتك.

 

 

الكاتب
المراجع د. أحمد البدر

استشاري أمراض وجراحة النساء والمسالك البولية النسائية و جراحة الحوض الترميمية

المصادر  https://www.womenshealth.gov/a-z-topics/bladder-pain