احتمال اصابة السيدة المتزوجة بآلام الحوض وارد جدا، ومعاناتها الشديدة منه، فقد تبكي أحياناً من شدة ما يحدث لها من وجع في المنطقة الخاصة، وقد تجد حرجاً من الشكوى أمام زوجها، وترفض إقامة أي علاقة حميمة معه لكي لا تعاني أكثر، لكنا اليوم هنا لمساعدتك في التعرف على المرض وأسبابه، وطرق الوقاية منه…

ما هي أمراض التهابات الحوض؟

هي التهاب في الأعضاء التناسلية، وتحدث بسبب الإصابة بالبكتيريا نتيجة الممارسة الجنسية ويسمى هذا التهاب التواصل الجنسي ، لكن هذا لا يمنع أيضاً أن يحدث الالتهاب بواسطة البكتيريا الطبيعية التي تعيش في المهبل، وإذا ترك الأمر في بدايته دون علاج فإن الأمر يتصاعد إلى التهاب في منطقة الحوض بشكل عام، وقد يصبح الألم والالتهاب طويل المدى.

هل علي أن أقلق؟

نسبة السيدات اللواتي يُصبن بهذا الالتهاب ليست كبيرة فهي لا تتعدى 5% من السيدات،  وترتفع نسبة الاحتمال للإصابة في الحالات التالية:

  • إذا كنتِ تقومين بالتواصل الجنسي.
  • تمت إصابتك مسبقاً بالتهاب الحوض.
  • في الدول الغربية يعتبر أمر الحصول على أكثر من شريك جنسي أمر يستدعي زيادة عوامل الإصابة بالالتهابات بينما في دولنا العربية ومع الدين الإسلامي فإن هذا العامل تقارب نسبته للصفر.
  • الغسيل الداخلي للمهبل يسمح بانتقال العدوى فإذا كنت تمارسينه فإن احتمال إصابتك يرتفع.
  • إذا كنت تستخدمين مانع الحمل الأنبوبي الذي يوضع عن طريق المهبل ويثبت فيه فإن احتمال الإصابة بالالتهابات يرتفع.

كيف أعرف أنني مصابة بالتهاب المهبل؟

  • ألم في اسفل البطن.
  • ارتفاع الحرارة.
  • سوائل من المهبل ذات رائحة سيئة.
  • ألم أثناء العملية الجنسية.
  • ألم في التبول.
  • اختلاف الدورة الشهرية.
  • ألم في الجزء العلوي اليمين من البطن.

فإذا ظهرت عليك أيًا من الأعراض السابقة عليك باستشارة الطبيب\ة في أقرب وقت.

ما هي الطرق المتبعة لعلاج هذه الحالات؟

الطبيب والممرضة سيقومون بالكشف عليك وسيكتب لك الطبيب بعض المضادات الحيوية، قد تحتاجين لأكثر من مضاد حيوي، وذلك للعمل على علاج أكثر من نوع من تلك البكتيريا التي أصبحت تسبب لك الألم، أي أن العلاج قد لا يكون سريعاً، لهذا عليك تناول المضادات الحيوية إلى انتهاءها حتى ولو لم تشعري بالفائدة لها، بعض الأعراض ستستمر، وبعض الألم يأخذ فترات حتى يشفى تماماً.

هل يمكنني أن أمنع هذا الالتهاب؟

المنع هو أمر صعب جداً، لكن تقليل الاحتمالات هو الأمر الأكثر حدوثاً، فليس دائماً الممارسة الجنسية هي السبب لكن البكتيريا التي تعيش في المهبل بشكل طبيعي إذا تغيرت عليها نسبة القلوية والحموضة التي تعيش فيها فإنها تنشط وتتغير لتصبح ضارةً بدلاً من كونها بكتيريا نافعة.

لكن يمكن تقليل الحدوث عن طريق:

  • استخدام العازل أو ما يعرفه البعض باسم الكوندوم وذلك للعزل أثناء ممارسة العملية الجنسية، فربما يكون الرجل هو المصاب بهذه الالتهابات وعند الممارسة تنتقل لك مرةً أخرى مهما تلقيت من علاجات، وبسبب حساسية المناطق الجنسية عند المرأة فإنها تظهر عليها الالتهابات أسرع من الرجل، فيعتبر العازل الذي يثبته الرجل على عضوه الذكري من أهم أسباب منع هذه الالتهابات من أن تنتقل منه إليكِ.
  • إجراء الاختبارات الطبية، يقولون الوقاية خير من العلاج فإن إجراء الرجل أيضاً للفحص الطبي يعتبر أمر جيد للوقاية والعلاج.
  • عدم استخدام الدش المهبلي.

قد تتواجد بعض الإرشادات الأخرى للوقاية من التهاب الحوض المزمن لكنها توجه للعالم الغربي المنفتح في علاقاته الجنسية بينما كفل الدين الإسلامي للمرأة الحماية الصحية بالشروط التي فرضها على العلاقة الجنسية فصرف عنها ما هو ضار وأبقى لها كل ما هو جيد.

الخلاصة:

إن التهابات الحوض تحدث بسبب الاتصال الجنسي لهذا يتوجب على كلا الزوجين العناية بالنظافة التامة، وفي حال اصابة الرجل بالعدوى عليه استخدام العازل كي لا تتأذى زوجته، وفي حال لاحظتِ عزيزتي وجع في أسفل البطن توجهي لأحد العيادات النسائية وأجري فحصاً لنفسك كل فترة، لكي تتمتعي بحياة زوجية سعيدة وهانئة.

 

 

 

الكاتب مترجم
المراجع د. رؤى الطويلي

أخصائية أول قبالة، وزارة الصحة

المصادر  https://www.womenshealth.gov/publications/our-publications/fact-sheet/pelvic-inflammatory-disease.html