دليل للتعامل مع اضطرابات الأكل عند النساء
إعداد وكتابة : أخصائية التغذية العلاجية أ. جمانة صالح العوفي
Miss. Jumanah Alawfi MS,RD (KSA), ANutr (UK)
مقدمة:
تعرف اضطرابات الغذاء بأنها اضطرابات نفسية معقدة تتميز بشهية غير منتظمة وتغيرات جسمية ملحوظة مثل التغير في وزن الجسم وكتلته، بالإضافة إلى اضطرابات سلوكية ونفسية (1)، يتم تقسيم اضطرابات الغذاء إلى عدة أنواع اعتماداً على علاقة المريض في كيفية تناول الطعام وهي: النهم العصبي، فقدان الشهية أو القهام العصبي، شهوة تناول الغرائب، اضطراب نهم الطعام، متلازمة الاجترار، وإضرابات غذائية غير محددة (1-7)، يمثل الجدول رقم 1 والشكل رقم 1 تلخيصاً لأنواع اضطرابات الغذاء مع تعريفها.
في هذه المقالة، سوف نستعرض استراتيجيات فعّالة للوقاية من اضطرابات الأكل، كما سنناقش طرق التعامل معها أو طرق إدارة اضطرابات الأكل في حال حصولها للمرأة في مراحل مختلفة في حياتها مثل فترة الطمث وفتره الحمل.
أنواع اضطرابات الأكل:
الشكل
جدول يوضح ملخص تعريفي لاضطرابات الأكل:
كيف تؤثر اضطرابات الأكل على الجسم ؟
تؤثر اضطرابات الطعام على جميع أجهزة الجسم بتأثير سلبي يخفض الصحة والعافية وجودة الحياة ، فعلى سبيل المثال تأثيرها على جهاز الغدد الصماء والأيض (التمثيل الغذائي) ملحوظ ؛ فهي تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية بين النساء المصابات بها وفقدان الرغبة الجنسية .
كما تؤثر اضطرابات الأكل على كيمياء الدم، من خلال تغيّر مستويات العناصر الغذائية عن معدلاتها الطبيعية، مما ينعكس على وظائف الجسم الحيوية. وتُعد العظام من أكثر الأعضاء تأثرًا، حيث تزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.
إضافةً إلى ذلك، تشمل التأثيرات الجوانب النفسية، مثل زيادة خطر السلوكيات المؤذية للنفس ومحاولات الانتحار. وإذا ظهرت هذه الاضطرابات في عمر مبكر، فقد تؤثر بشكل مباشر على النمو الجسدي والتطور الطبيعي للفرد (1-5 ).
ما الذي يسبب اضطرابات الأكل؟
تُعد اضطرابات الأكل من الحالات النفسية المعقّدة التي يصعب حصر أسبابها في عامل واحد، إذ تنشأ غالبًا نتيجة تداخل مجموعة من العوامل النفسية والبيئية والوراثية. فعلى سبيل المثال، يُعد انخفاض تقدير الذات أحد العوامل النفسية التي قد تسهم في الإصابة به (7)، كما يُمكن أن تؤدي التجارب الصادمة كالتعرّض للإيذاء الجسدي أو الجنسي إلى زيادة احتمالية الإصابة (4).
تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا كبيرًا أيضًا، إذ أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يعاني أحد والديهم من اضطرابات الأكل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة (4،6،7)، كما أن الانخراط في أنشطة رياضية تُركّز على الوزن أو المظهر الخارجي قد يسهم في تطور هذه الاضطرابات، خصوصًا في البيئات التنافسية (4،6).
ومن الجدير بالذكر أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغيرها، مثل الإناث والمراهقين، على الرغم من أن اضطرابات الأكل يمكن أن تحدث أيضًا لدى الذكور (2،4،12).
طرق لإدارة إضطرابات الأكل:
يمكن تقليل خطر الإصابة باضطرابات الأكل من خلال مجموعة من التدخلات التوعوية والسلوكية، من أبرزها:
أولاً: برامج وحملات تعليمية تهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة عن اضطرابات الغذاء خاصة للفتيات الأكثر عرضة للإصابة مثل المدارس الثانوية والشابات في الكليات الجامعية (5).
ثانياً: تعزيز مشاعر التعاطف مع الذات وقبول الجسد كما هو، مما يساهم في بناء صورة ذاتية إيجابية ويقلل من سلوكيات الأكل المضطربة (9).
ثالثاً: تعزيز مبدأ " الأكل الحدسي" وهو نظام الأكل الذي يركز على الاستماع إلى إشارات الجوع والشبع بدلًا من اتباع أنظمة غذائية صارمة (9).
رابعاً: تشجيع عادات الأكل الصحية من خلال تطبيق نظام غذائي متوازن ومتنوع (يحتوي على جميع العناصر الغذائية الكبرى وهي النشويات/ الكربوهيدرات، البروتينات، والدهون الصحية) (9).
اضطرابات الأكل خلال فترة الحمل:
يُعد الحمل مرحلة حساسة قد تمثل تحديًا كبيرًا للنساء المصابات باضطرابات الأكل، حيث يمكن أن يكون فرصة للتعافي وتحسين العلاقة مع الغذاء، أو على العكس قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة الضعف، مما يسبب استمرار الأعراض أو حتى انتكاسة في بعض الحالات (10).
تحتاج النساء الحوامل المصابات باضطرابات الأكل إلى رعاية طبية متخصصة ومتكاملة، يشرف عليها فريق متعدد التخصصات يضم طبيب النساء والولادة، الطبيب النفسي، أخصائي تغذية علاجية سريرية، إضافة إلى الطاقم التمريضي، وذلك نظرًا لما تشكّله هذه الاضطرابات من خطر على صحة الأم والجنين (10–11).
وتشير الدراسات إلى أن النساء المصابات قد يحتجن وقتًا أطول للتعافي بعد الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية. أما بالنسبة للجنين، فقد وُجد أن الأطفال المولودين لأمهات يعانين من اضطراب فقدان الشهية العصبي غالبًا ما يكونون أصغر حجمًا مقارنة بغيرهم. كما قد يعاني هؤلاء الأطفال من ضعف في النمو، أو ضيق في التنفس، إضافة إلى مشكلات في التغذية (11).
نصائح موجهة للنساء الحوامل المصابات باضطرابات الأكل:
تتطلب رعاية المرأة الحامل المصابة باضطرابات الأكل اهتمامًا خاصًا ودعمًا شاملاً لضمان صحتها وصحة الجنين. وفيما يلي مجموعة من النصائح المهمة:
أولاً: التخطيط المسبق للحمل
يُنصح بتلقي العلاج الطبي المناسب قبل الحمل، والعمل على التعافي من اضطرابات الأكل قدر الإمكان، مع محاولة الوصول إلى معدل طبيعي لكتلة الجسم قبل حدوث الحمل.
ثانياً: تفهم أهمية زيادة الوزن
يجب إدراك أن اكتساب الوزن خلال الحمل أمر طبيعي وضروري لنمو الجنين. يوضّح يوضح الجدول رقم 2 المعدلات المتوقعة لزيادة الوزن لدى الحوامل وفقًا لمؤشر كتلة الجسم (BMI) عند الحمل بطفل واحد، مع الإشارة إلى أن الحامل بتوأم تحتاج إلى احتياجات غذائية ومعدل زيادة وزن مختلف. يُحسب مؤشر كتلة الجسم بقسمة الوزن (كجم) على مربع الطول (بالمتر)، (كج\ متر 2).
ثالثاً: التثقيف الغذائي حول نمو الجنين
من المفيد قراءة مصادر موثوقة لفهم رحلة تطور الجنين في الرحم، والتعرف على احتياجاته من الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل حمض الفوليك الذي يُعد ضروريًا للنمو الصحي.
رابعاً: تشجيع الرضاعة الطبيعية
يُوصى بممارسة الرضاعة الطبيعية بعد الولادة إذا كانت الحالة الصحية تسمح بذلك، لما لها من فوائد لكل من الأم والرضيع.
خامساً: تجاهل التعليقات السلبية
من المهم عدم التأثر بالتعليقات غير الحساسة من الآخرين أو من المحيط الاجتماعي، وتجنّب أخذها بشكل شخصي.
سادساً: الابتعاد عن المحتوى غير الواقعي
يُنصح بتجنّب متابعة المؤثرين أو المشاهير الذين يروّجون لقصص غير منطقية حول خسارة الوزن بعد الولادة، لما قد تسببه من ضغط نفسي وتشويه للصورة الذاتية.
جدول يوضح معدل زيادة الوزن المتوقعة في الحمل بطفل واحد وفق لمعدل كتلة الجسم :
اضطرابات الأكل خلال فترة الطمث (الدورة الشهرية):
تمر الدورة الشهرية بعدة مراحل هرمونية تشمل: مرحلة الحيض، المرحلة الجرابية أو الجريبية، مرحلة الإباضة، والمرحلة الأصفريَّة أو اللوتينيَّة. وتُعد الهرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون، عناصر محورية في تنظيم هذه المراحل وتحديد طبيعتها.
تبدأ المرحلة الجرابية عند بدء الدورة الشهرية وتنتهي عند الإباضة، وبمجرد انتهاء الإباضة، تبدأ المرحلة الأصفريَّة والتي تكون غالبًا في اليوم 15 إلى 28 في حال كانت دورة السيدة مدتها 28 يومًا.
خلال المرحلة الأصفريَّة يزداد هرمون البروجسترون بشدة، وفي حال عدم حدوث الحمل، ينخفض كل من البروجسترون و الاستروجين.
هذه التغيرات الهرمونية تلعب دوراً هاما في زيادة الشهية والشعور بالجوع في المرحلة الأصفريَّة ( وهي تلك التي تسبق حدوث الحيض – نزول الدم. ولهذا، تعاني كثير من النساء من اشتهاء الأطعمة، خصوصًا السكرية أو الغنية بالكربوهيدرات،
تشير الدراسات إلى أن الجسم يزيد من معدل الحرق خلال المرحلة الأصفريَّة، مما يدفع الدماغ لإرسال إشارات تطالب بالطاقة، وهو ما يفسر زيادة الرغبة في تناول الطعام (13).
وفي بعض الحالات، قد يظهر نمط من الأكل القهري قبل الدورة، يتمثل في تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية خلال وقت قصير (15). وإذا استمر هذا السلوك دون إدارة أو وعي، فقد يتطور إلى اضطرابات أكل أكثر حدة، مثل اضطراب نهم الطعام إن لم يتم معالجته، مما يستدعي التوعية وتطبيق استراتيجيات غذائية مناسبة، إلى جانب بعض الخدع الغذائية البسيطة التي تساعد في إدارة الشهية بشكل صحي.
نصائح لإدارة الجوع والشهية الزائدة خلال فترة الطمث:
أولاً: تناول وجبات متوازنة
احرصي على أن تشمل وجباتك جميع المجموعات الغذائية، مع التركيز على:
إضافة مصادر البروتين: مثل السمك، الدجاج، البيض، واللحم.
إضافة الدهون الصحية: كالأفوكادو والمكسرات.
إضافة الكربوهيدرات المعقدة: مثل الحبوب الكاملة (الأرز البني، الخبز الأسمر)، البطاطا الحلوة، و الخضروات غير النشوية مثل البروكلي والملوخية.
ثانيًا: توزيع الوجبات خلال اليوم
يُفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة، للحفاظ على استقرار مستويات الطاقة وتقليل نوبات الجوع المفاجئة.
ثالثًا: إشباع الرغبات باعتدال
إذا راودتكِ رغبة في تناول الشوكولاتة، الكيك أو البسكويت، لا بأس بتناول كمية صغيرة منها بدلًا من حرمان نفسك واللجوء لاحقًا إلى الإفراط في تناول الطعام. الهدف هو تحقيق التوازن وتجنّب تجاوز الاحتياج اليومي من السعرات الحرارية.
رابعًا: شرب كميات كافية من الماء
أحيانًا يُخطئ الجسم في تفسير العطش على أنه جوع، لذا من المهم شرب الماء بانتظام على مدار اليوم.
خامسًا: المتابعة الطبية لفحص مستويات العناصر الغذائية
بسبب فقدان الدم خلال الحيض، تكون النساء أكثر عرضة لنقص الحديد، مما قد يؤدي إلى اشتهاء غير مألوف مثل أكل الثلج. كما أن نقص المغنيسيوم قد يرتبط برغبة شديدة في تناول الشوكولاتة (16). لذلك، يُنصح بمناقشة هذه الأعراض مع الطبيب المختص، وإجراء الفحوصات اللازمة للحصول على المكملات الغذائية المناسبة لحالتك.
الخاتمة:
تُعد اضطرابات الأكل من الاضطرابات النفسية المعقّدة التي تتطلب وعيًا واهتمامًا خاصًا، لما لها من آثار عميقة على الصحة الجسدية والنفسية. ورغم تعقيدها، فإن الوقاية منها ممكنة من خلال مجموعة من التدخلات، مثل الحملات التوعوية، وتعزيز صورة الجسد الإيجابية، والتشجيع على الأكل الواعي، واتباع أنماط غذائية صحية ومتوازنة.
ورغم أن اضطرابات الأكل تصيب الإناث بنسبة أعلى، فإنها لا تقتصر عليهن فقط، إذ قد تصيب الذكور أيضًا. إلا أن النساء يواجهن تحديات خاصة، لاسيما خلال مراحل حساسة مثل الحمل وفترة الدورة الشهرية، مما يتطلب توفير رعاية شاملة ومتخصصة تلبي احتياجاتهن الجسدية والنفسية لضمان سلامتهن وجودة حياتهن.
المراجع:
Bulik, C.M., Coleman, J.R.I., Hardaway, J.A. et al. Genetics and neurobiology of eating disorders. Nat Neurosci 25, 543–554 (2022). https://doi.org/10.1038/s41593-022-01071-z
Treasure, J., T.A. Duarte, and U. Schmidt, Eating disorders. The Lancet, 2020. 395(10227): p. 899-911. Doi: 10.1016/S0140-6736(20)30059-3
Alsheweir A, Goyder E, Alnooh G, Caton SJ. Prevalence of eating disorders and disordered eating behaviours amongst adolescents and young adults in Saudi Arabia: a systematic review. Nutrients. 2023 Nov 1;15(21):4643.
Up To Date “Eating disorders: Overview of epidemiology, clinical features, and diagnosis” Available at: https://www-uptodate-com.library.iau.edu.sa/contents/eating-disorders-overview-of-epidemiology-clinical-features-and-diagnosis?search=eating%20disorders%20risk%20factors&source=search_result&selectedTitle=1%7E150&usage_type=default&display_rank=1# (Accessed on 17 Jan 2025).
Up To Date “ Eating disorders: Overview of prevention and treatment” Available at: https://www-uptodate-com.library.iau.edu.sa/contents/eating-disorders-overview-of-prevention-and-treatment?search=eating%20disorders%20during%20menstration&source=search_result&selectedTitle=2%7E150&usage_type=default&display_rank=2 (Accessed on 18 Jan 2025)
Le LK, Barendregt JJ, Hay P, Mihalopoulos C. Prevention of eating disorders: A systematic review and meta-analysis. Clinical psychology review. 2017 Apr 1;53:46-58. https://doi.org/10.1016/j.cpr.2017.02.001
Mora F, Rojo SF, Banzo C, Quintero J. The impact of self-esteem on eating disorders. European Psychiatry. 2017 Apr;41(S1):S558-. DOI: https://doi.org/10.1016/j.eurpsy.2017.01.802
Scarff JR. Orthorexia nervosa: an obsession with healthy eating. Federal Practitioner. 2017 Jun;34(6):36. https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC6370446/
Linardon J. Positive body image, intuitive eating, and self‐compassion protect against the onset of the core symptoms of eating disorders: A prospective study. International Journal of Eating Disorders. 2021 Nov;54(11):1967-77
https ://doi.org/10.1002/eat.23623
Up To Date “Eating disorders during pregnancy” Available at (https://www-uptodate-com.library.iau.edu.sa/contents/eating-disorders-in-pregnancy?search=eating%20disorders%20during%20pregnancy%20&source=search_result&selectedTitle=1%7E150&usage_type=default&display_rank=1 (Accessed on 19 Jan 2025).
Ward VB. Eating disorders in pregnancy. BMJ. 2008 Jan 12;336(7635):93-6. doi: 10.1136/bmj.39393.689595.BE. PMID: 18187726; PMCID: PMC2190274.
Solmi, M., Radua, J., Stubbs, B., Ricca, V., Moretti, D., Busatta, D., Carvalho, A. F., Dragioti, E., Favaro, A., Monteleone, A. M., Shin, J. I., Fusar-Poli, P., & Castellini, G. (2021). Risk factors for eating disorders: an umbrella review of published meta-analyses. Revista brasileira de psiquiatria (Sao Paulo, Brazil : 1999), 43(3), 314–323. https://doi.org/10.1590/1516-4446-2020-1099
Bisdee JT, James WP, Shaw MA. Changes in energy expenditure during the menstrual cycle. British Journal of Nutrition. 1989 Mar;61(2):187-99. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/2706224/
Up To Date “Gestational weight gain” Available at: https://www-uptodate-com.library.iau.edu.sa/contents/gestational-weight-gain?search=weight%20gain%20in%20pregnancy%20&source=search_result&selectedTitle=1%7E150&usage_type=default&display_rank=1 (Accessed on 23 Jan 2025).
Moore CF, Sabino V, Koob GF, Cottone P. Neuroscience of compulsive eating behavior. Frontiers in neuroscience. 2017 Aug 24;11:469. https://www.frontiersin.org/journals/neuroscience/articles/10.3389/fnins.2017.00469/full
Bruinsma K, Taren DL. Chocolate: food or drug?. Journal of the American Dietetic Association. 1999 Oct 1;99(10):1249-56. https://www.jandonline.org/article/S0002-8223(99)00307-7/abstract
Horovitz O, Argyrides M. Orthorexia and Orthorexia Nervosa: A Comprehensive Examination of Prevalence, Risk Factors, Diagnosis, and Treatment. Nutrients. 2023 Sep 3;15(17):3851. doi: 10.3390/nu15173851. PMID: 37686883; PMCID: PMC10490497.