مع تعدد الشبكات الإجتماعية بأنواعها، قد يقول البعض أنها غيرت حياتنا تماما. لابد أن نعتنق هذا التغيير فهو أمر واقع لا مفر منه. لكن هل هذا التغيير في حياتك هو إيجابي أم سلبي؟ لكن كيف تعرفين ذلك؟
راقبي يومك منذ نهوضك في الصباح وحتى تخلدين إلى النوم.. هل استفدتِ من الشبكات الإجتماعية؟ هل زادت معرفتك؟ هل تحسنت علاقاتك الاجتماعية أو زادت في الواقع كما في العالم الافتراضي؟ هل تشعرين بالإيجابية بعد تصفح هذه الشبكات المختلفة أم بالسلبية وعدم الرضا؟ هل تكوّنت لديك عادات صحية؟ إذا كنتِ تبذلين الكثير من الوقت والمجهود للتفاعل لكن دون أثر إيجابي فحان الوقت لتغيير ذلك.
إذا لم تكوني متأكدة ما إذا كانت الشبكات الإجتماعية قد غيّرتك للأفضل أم لا، فاقرأي التالي وحددي لأي سيناريو تميلين أكثر:
السيناريو الأول:
قبل الذهاب إلى دوامي في الصباح الباكر، أمر بالمقهى المفضل لديّ. التقط صورة للقهوة التي اشتريتها لكي أضعها في سنابتشات. في السيارة، اتصفح حسابات الآخرين في سنابتشات وأعلق عليهم. هناك صور جميلة لهم في عطلة نهاية الأسبوع، الكثير منهم قضوها بشكل ممتع. ابدأ عملي بتركيز ونشاط، فإذا أحسست بالملل، اتصفح حسابي في تويتر. أكمل عملي، فأجد رسالة الكترونية من مديرتي تطلب فيه المزيد من العمل، أفكر في تغريدة مناسبة عن الإرهاق الذي أتعرض له وأنشرها. بعد دقائق أجد ردودًا على تغريدتي، ومن بينها رد يُشعرني بالغضب. أضيع ثواني للتفكير بالرد المناسب ثم أضغط ”إرسال“. أعود إلى العمل حتى إذا انتهيت من الجزئية التي كنت أشتغل عليها تصفحت انستقرام لدقائق. صورة لصديقتي وزوجها يحتفلان بعيد زواجهما. يبدوان سعيدين للغاية. ”لايك“ للصورة. ابنة خالتي في جزر المالديف في هذا الوقت؟ أوه شاطئ جميل. ”لايك“. في طريق المنزل وفي المقعد الخلفي، أعود مجددًا إلى حسابي في سنابتشات. لايوجد أي تفاعل مع صورة كوب القهوة. هذا حساب الفاشنيستا فلانة. حذائها جميل أفكر في شرائه لكنه مرتفع الثمن بعض الشيء. أنتقل إلى حسابي في تويتر لأجد هاشتاقًا منتشرًا. أضغط عليه لأجد الكثير من الآراء المستفزة حوله. أغضب بعض الشيء وأفكر في كتابة تغريدة مناسبة. هناك الكثير من الأخبار المستفزة أيضًا. أُغلق تويتر. الليلة عيد ميلاد ابنة أختي. الكثير من تصوير سنابتشات لأشاركها مع صديقاتي. أحب ابنة أختي كثيرًا لكنها تكره التصوير. تعبت وأنا أطلب منها أن تتوقف قليلًا للتصوير. ”هي محقة. أنتِ تصورين كل شيء!“ هكذا قالت أختي. قبل النوم أخصص وقتًا للرد على التعليقات الكثيرة بخصوص عيد الميلاد…اليوم يمر بسرعة وأشعر أنني أضيع الكثير من وقتي وصحتي النفسية على الشبكات الإجتماعية!
السيناريو الثاني:
قبل ذهابي إلى دوامي – الذي توظفت فيه عن طريق شبكة لينكد إن- أمر بالمقهى الجديد الذي اكتشفته من خلال فورسكوير. هذا المقهى يُقدم قهوة لذيذة وأرخص من المقهى القديم. في السيارة أتصفح الأخبار الجديدة في تويتر. أتابع حسابات مفيدة وأشخاص لديهم هوايات مختلفة وتضحكني الكثير من الردود. ابدأ عملي بتركيز ونشاط. طلبت مني المديرة كتابة تقرير عن موضوع معين. لديّ الكثير من الأسئلة حول هذا الموضوع. أقوم ببحثي واسأل الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في العالم الافتراضي. الكثير من المعلومات المفيدة في دقائق. أشعر بالملل، وأعبر عن مللي بكتابة تغريدة في تويتر. أجد ردودًا على تغريدتي، فأتفاعل معها. لكنني أضع حدًا لهذا التفاعل وأغلق تويتر حتى انتهي من عملي. في طريق المنزل وفي المقعد الخلفي، اقرأ تدوينة جديدة ممتعة لإحدى المُدوِّنات. أتصفح انستقرام فأشاهد صورة لطبعة كتاب جديدة من دار توبقال للنشر، فاحتفظ بها. امتعّ عيني بالمناظر الرائعة حول العالم من حسابات السفر. أود الذهاب إلى فينيسيا يومًا ما. افتح سنابتشات فأجد صورًا وفيديوهات لصديقاتي في حفلة بالأمس لم أكن متواجدة فيها وأتفاعل معها. أصور لهن زحمة السير وأعلن عن غضبي وضحكي في نفس الوقت. أتابع وصفة صحية تبدو شهية لإحدى الشخصيات التي يعجبني أسلوب حياتها. أعود إلى المنزل وإلى مرسمي، أنزل صورة جديدة لرسمة جديدة على حسابي العام في انستقرام. الكثير من التفاعل و“اللايكات“. متابعون جدد وعزيمة جديدة. أعود إلى الصور القديمة في عام ٢٠١٥ لأجد أن رسمي قد تطور كثيرًا بسبب تشجيع الناس لي. قبل النوم أحب أن اقرأ المقالات التي يشاركها الأصدقاء في تطبيق بوكيت وأشارك المقالات المفيدة معهم… أحب الشبكات الإجتماعية، فقد استفدتُ منها كثيرًا!