سارة فتاة تعتني بنظافتها منذ الصغر، من عمرمبكرٍ علمتها والدتها كيف تهتم بنظافتها الشخصية ونظافة الأماكن الحساسة، ومن عمر صغير كانت تهتم بغسل تلك المناطق من الخارج وبحذر بالمياه الدافئة وتجففها بمنديل نظيف . كما ان والدتها علمتها ان تقوم بالمسح من الامام الى الخلف في المنطقة الحساسة حيث ان فتحة الشرج هي اكثر تلوثا من فتحة المهبل وبالتالي لا يجب نقل الملوثات من الخلف الى الامام.  وحيث انها اتبعت هده النصائح البسيطة والمهمة , لم يسبق لها ان تعرضت للالتهابات المهبلية .

 

ولكن هل يجب عمل الغسيل المهبلي الداخلي للمحافظة على النظافة ومنع الالتهابات؟

 

سؤال مهم جداً وعليكِ عزيزتي أن تعرفي الفرق بين الغسيل الخارجي للمهبل والدش

المهبلي الداخلي:

عندما نتحدث عن غسيل خارجي للمهبل، فهذا أمر لا بد منه، وهو من النظافة الشخصية

العامة، ويمكن عمل ذلك عن طريق  الغسل بالماء الدافئ مهما كان عمركِ والقيام بتنظيف

الأعضاء التناسلية من الخارج، هذا يكفل التعقيم الجزئي للمكان ويزيل الكثير من الجرا ثيم

التي قد   تتواجد نتيجة التعرق أو غيره.

 

أما الدش المهبلي الداخلي؟

بتعريف بسيط هو غسيل المهبل من الداخل بماء مختلط ببعض السوائل المطهرة، وتقول

الد ا رسات في الولايات المتحدة أن واحدة من بين أربع نساء تقوم بهذه العملية وتتراوح أعمار

الفتيات اللواتي يقمن بها ما بين 15 44 عام.

 

ما الضرر في الدش المهبلي الداخلي؟

ربما تستغربين عزيزتي من هذا لأن هناك الكثير من العادات التي توارثناها واكتشفنا أنها

خاطئة، أجل عزيزتي، الكثير من الأطباء يحذر من هذه العادة وهي إدخال الماء والسوائل

المطهرة لداخل المهبل بكل الطرق المعروفة، ويقول الأطباء أن هذه هي أحد أسهل الوسائل

لإصابة المهبل بالبكتيريا وبالتالي تقود للعديد من المشاكل الصحية.

 

 ما هي هذه المشاكل التي يمكن أن تتعرضي لها إن استخدمتي الدش المهبلي الداخلي؟

التوازن الطبيعي يحمي المهبل من التحسس الذي قد يحدث فيه،هناك بكتيريا طبيعية متواجدة داخل المهبل تقوم بافراز بعض الاحماض واللتي تمنع تكاثر الكثير من الجراثيم . والغسيل المهبلي الداخلي قد يغير هدا التوازن بقتل البكتيريا الطبيعية وبالتالي تقليل نسبة الاحماض في المهبل مما يؤدي الى تكاثر الجراثيم الساكنة داخل المهبل ونمو البكتيريا الضارة في المهبل، وهذا يؤدي للإصابة بالالتهابات المهبلية. اما وإذا

كنتِ في الأصل تعانين من الالتهابات المهبلية فإن هذا الغسيل الداخلي قد يقوم بدفعها

للداخل وتنتقل من المهبل إلى الرحم، وهذا يسبب الكثير من المضار والكثير من المشاكل

الصحية مثل:

  • (Bacterial Vaginosis BV) : المرأة التي تقوم بالغسيل المهبلي لمرة في الأسبوع تصبح عرضة أكثر بخمس مر ات من تلك التي لا تقوم بالغسيل المهبلي الداخلي، وهذا عبارة عن نوع من العدوى البكتيرية المهبلية.
  • الالتهابات في منطقة الحوض، وهي الالتهابات في الأعضاء التناسلية الداخلية والتي قد وتزيد نسبة الإصابة بها بعد الغسيل المهبلي.
  • الولادة قبل الأوان والحمل خارج الرحم.
  • تهيج المهبل والإصابة بالحكة.

 

لم تحدد الد ا رسات بعد إذا كان الغسل المهبلي يقوم بإحداث هذه المضار بشكل مباشر أم يكون

فقط عامل مساعد عليها، لكن في كل الأحوال عليك بتجنب الدش المهبلي الداخلي للوقاية منها.

 

كيف يمكنكِ إذاً تجنب المشاكل الصحية الأخرى؟

أدا كنت تعانين من الحرقان، الاحمرار، التورم، ألم في اثناء العملية الجنسية، الرائحةالسيئة، تزايد في الافرازات المهبلية الغير طبيعية، جميعها مشاكل يمكن أن يقوم الدش المهبلي الداخلي بتهدئتها لفترة صغيرة لكنه لا يقدم العلاج فسرعان ما ستعاود الظهور مرةً أخرى وبشكل اقوى واصغب في العلاج . لهذا عليكِ البحث عن المشكلة الأساسية وعلاجها من جذورها بدلاً من البحث في الحلول المؤقتة. يجب عليك استشارة طبيب النسء ودلك لاخد عينات من الافرازات للزراعة وبالتالي وصف العلاج المناسب للالتهاب الدي تعانين منه .

 

وكوني على علم بأن الجسم له مواد طبيعية تقوم بغسل المهبل من الداخل، وتقوم بالتطهير

الطبيعي له، فلا تحتاجين إلى الغسل المهبلي الداخلي، وفي حالة الإصابة ببعض الأمراض،

عليكِ م ا رجعة الطبيب ليكتب لكِ الدواء المناسب بعد تحديد المرض، ولا يجب عليكِ بأي حال

من الأحوال باستخدام المنظفات الداخلية.

 

الخلاصة:

استخدام المنظفات الخارجية أو التطهير بالماء بطريقة مستمرة يقي الجسم من الإصابة

بالأمراض ، سواء في المناطق الحساسة أو غيرها، والدفاع الداخلي قد خلق الله عز وجل له من

يقوم بذلك حتى ولو لم ندرك نحن، علينا ألا نتدخل في الطبيعة الخاصة بجسدنا، وأن نترك له

الدفاع، وفي حال وجود أمراض داخلية، علينا مراجعة الطبيب المختص ليكتب الدواء المناسب.

الدش المهبلي الداخلي، هو غطاء مؤقت للأمراض  وناقل مباشر ومسبب لكثير من الإصابات

الأخرى، مضاره تتفوق على منافعه ولا ي وجد مجال للمقارنة، عليك تجنبه فو ا رً إن كنتِ ممن

يستخدمونه

 

 

الكاتب
المراجع الدكتورة وسام كردي

أستاذ مشارك جامعة الفيصل و رئيسة شعبة حالات الحمل الحرجة وطب الأجنة، قسم النساء والولادة

المصادر Women’s Health