هل تعلمين أن 50% من وفيات الحمل تكون بسبب الولادة المبكرة قبل الأوان، وأن 1.5% من الولادات تأتي مبكراً ما بين الأسبوع 20_32، ما بعد ذلك لا يُعد مبكراً، وما قبل ذلك لا يُعتبر ولادةً بل إجهاضاً، السيدات اللواتي هنّ أصغر من 17 وأكبر من 35 هنّ الأكثر عرضةً للولادة المبكرة، وهنا بدأ العلم يبحث في طريقة لمنع هذه الولادات وللحد من وفيات الأطفال بالتالي.

مثبتات الحمل

هي أدوية يتم وصفها للسيدة الحامل التي تعرضت سابقاً لحالة إجهاضٍ أو التي يُتوقع لها أن تتعرض للإجهاض أو الولادة المبكرة لعديد من الأسباب، ومثبتات الحمل ما هي إلا هرمون البروجسترون، ودوره الأساسي الطبيعي تهيئة الرحم للاحتفاظ بالبويضة المخصبة، أما دوره عند أخذه كأقراص هو الحد من تقلصات الرحم وبالتالي الحد من الإجهاض والولادة المبكرة.

مثبتات الحمل بين الوهم والحقيقة

بعض الأطباء يقوم بوصف مثبتات الحمل للمرأة في أول حملٍ لها حتى ولو لم تتعرض لحمل سابقٍ، كما أن البعض يقوم بوصف هذه الأقراص للسيدات في أوائل حملهنّ، بعض المدارس الطبية تعتبر هذا أمراً احتياطياً واحترازياً حتى لا تفقد المرأة جنينها، بينما البعض الآخر يعتبر أن أي دواء يمكن الاستغناء عنه أمر جيد، وطالما أن السيدة لم تحمل سابقاً ولم تتعرض لإجهاض في حمل سابق، ولم تتعرض لولادة قبل الأوان أو لم يظهر عليها علامات الولادة المبكرة كنزول الدم وتقلصات الرحم فإن هذه الأدوية لا يجب وصفها.

وهنا يجب التنبيه إلى شيء مهم، نزول الدم في أول الحمل لا يعتبر نذير إجهاض خاصةً إن كان بعض نقاطٍ فقط فهذا أمر عادي لدى البعض من السيدات.

مثبتات الحمل وأهميتها للحامل 

من السابق نجد أن الحالات التي يجب وصف مثبتات الحمل بها هي

  • من تعرضت لولادة مبكرةٍ في السابق
  •  من تعرضت لإجهاض في حمل سابق
  • اللواتي يُنجبن في وقت متأخر من العمر خاصةً وإن كنّ من ذوات الحمل الصعب
  • بعض الحالات التي يتم فيها الحمل بتوائم
  • بعض حالات الإخصاب الصناعي وذلك من باب الاحتياط ولمراعاة التكلفة المادية التي حصل بها الحمل

هل هناك أضرار على الجنين من تعاطي مثبتات الحمل؟

إن كانت هذه المثبتات ضمن الحد الطبيعي فلا يوجد منها أضرار بإذن الله، بينما السيدة التي تقوم بأخذ المثبتات دون استشارة الطبيب أو التي تستمر فيها لمدة أطول من الوقت المحدد فإن الجنين إن كان أنثى قد يتعرض لاكتساب جسد عضلي قريب من الذكوري، وإن كان الجنين ذكراً فقد يصبح لديه أكثر من فتحةٍ بولية، وهذا الأمر بإذن الله يتم تجنبه طالما نحن في الحد الطبيعي ونتبع وصفات الطبيب.

الآثار الجانبية لمثبتات الحمل على السيدة الحامل: 

  • التعرق
  • الغثيان
  • الصداع
  • الدوار
  • قلق
  • تقلصات معوية
  • وغيرها من المشاكل الأخرى

أدوية التثبيت

تختلف الأدوية ما بين الإبر، الحبوب، والتحاميل. الفرق بينها في الأثر العلاجي وفي المادة الداخلة في تكوينها، ويعتبر الأطباء الإبر والتحاميل أكثر أمناً على السيدة الحامل وأكثر فاعلية، كما أنها أكثر أمناً على الأجنة، بينما يتم وصف الحبوب للسيدات اللواتي يرفضن أخذ الإبر والتحاميل أو اللواتي يوجد لهن بعض الأسباب الأخرى المانعة لذلك.

يبدأ أخذ الأدوية من الأسبوع 16_36 من الحمل، وبجرعة تتراوح ما بين 100 مل إلى 250 بناءً على وصف الطبيب، وعلى حالة السيدة، وهل يتواجد لديها نزيف أم أنّ الأدوية موصوفة من باب الاحتياط.

الخلاصة

مثبتات الحمل هي جرعات هرمونية زائدة إن استطعنا تجنبها فهو الأفضل للأم والجنين وإن لم نستطع تجنبها فإن تعاطيها يتم تحت الإرشادات الطبية وحالة السيدة الحامل، ويجب أن نتأكد أن الإجهاض السابق أو الولادة المبكرة السابقة لم تأتي بسبب وقوع السيدة أو التهابات المهبل أو تشوهات الأجنة بل أتت نتيجة خلل هرموني، بعض الأحيان يمكن تجنب تعاطي هذه الأدوية ببعض الفحوصات الطبية البسيطة وقياس عنق الرحم وغرزة لعنق الرحم وبعض الأمور التي تجريها الطبيبة النسائية المختصة، التثبيت أمر ضروري في الحالات الحرجة والتي يرجى فيها المحافظة على روح الجنين من أجل إتمام الحمل.

التغذية الصحية، حمض الفوليك، رياضات عنق الرحم، المشي، الراحة، والاستشارات الدورية قبل الحمل وبعده تجنب السيدة الإجهاض، وتجنبها الولادة المبكرة، وبالتالي تجنبها أخذ مثل هذه المثبتات.

في النهاية مثبتات الحمل لا تضمن اكتمال الحمل، لكن تقلل من خطر فقدانه.

د شريفه عمر الغامدي  

استشاري النساء والولاده 

مدينه الملك عبدالعزيز الطبيه

  • Use of progesterone for preterm labor clinical guidelines western Australia 2015