متلازمة تكيس المبايض تعتبر من المشاكل الهرمونية الشائعة جداً بين النساء في عُمر الإنجاب، ان تلك المتلازمة قد تؤثر على حيض المرأة، والخصوبة، والهرمونات، وتصنيع الأنسولين، والأوعية الدموية، وكذلك على المظهر الخارجي مثل زيادة الشعر غير المرغوب به والبشرة الدهنية.

لم يُكتشف إلى الآن السبب المعين الذي يؤدي الى تلك المتلازمة، ولكن التغذية ونمط الحياة الصحي يلعب دوراً هاماً وفعالاً في التعامل مع تلك المتلازمة، والتقليل والتحكم في أعراضها.

إن السمنة الوسطية أي في منتصف الجسد – منطقة البطن –، والدهون الحشوية (التي تكون بين الأعضاء) المرتفعة ومقاومة الأنسولين هي من الخصائص الشائعة جداً بين مرضى تكيس المبايض.

العلاج التغذوي لها: 

  • خسارة الوزن: 

إن التحكم بالوزن هو الخطوة الأولى في العلاج التغذوي لمتلازمة تكيس المبايض، لأن السمنة شائعة جداً بين المُصابين، فالتمتع بالوزن الصحي مع النظام الغذائي المتكامل و النشاط الرياضي يقلل من نسبة الجلوكوز – السكر – في الدم ويجعل الجسم يستخدم الانسولين بشكل فعال، بحيث ان المصابين بالمتلازمة لديهم مقاومة للأنسولين، وايضاً قد تُساعد خسارة الوزن  على استعادة الحيض الطبيعي، بل وحتى ان خسارة ما يُقارب 10 ٪ من الوزن يساعد على جعل الحيض منتظم بشكل أكثر.

 

  • زيادة النشاط الحركي: 

زيادة النشاط الحركي لمدة 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط الرياضي المعتدل له العديد من الفوائد، وأيضاً إضافة النشاط الرياضي عالي الكثافةHIT قد يكون لديه فوائد إضافية في المساعدة من زيادة حساسية هرمون الأنسولين في الجسم.

 

  • ساعات الوجبات: 

إن الصيام المتقطع أو الأنماط الغذائية المشابهة للصيام بحيث توجد ساعات معينة لتناول الطعام خلال اليوم، وجعل هنالك مسافات بين الطاقة واستهلاك الكربوهيدرات خلال اليوم و التأكد من تناول حصص جيدة من البروتينات في الوجبات الأساسية و الوجبات الخفيفة سوف يُساعد على التحكم بمعدل السكر في الدم .

 

  • الصويا:

إن الأبحاث الحديثة لا تؤكد أن الصويا تقوم بمنع عملية التبويض ولكن تقول أنها تقوم بتأخير عملية التبويض، ولكننا حالياً ننصح النساء اللواتي يحاولن ان يحملن او يصعب عليهم الحمل أن يبتعدوا أو يقللوا من الصويا المستهلكة وصورها عديدة كصوص الصويا بالطبخ أو تناولها عن طريق حليب الصويا او التوفو وبعض منتجات الشوكولاتة، الايدامامي ونحوها .

ولكن بأحوال أخرى فإن تناول حصة بسيطة من الصويا يومياً هو جزء من نمط الحياة الصحي ولكن يُفضل عدم الإكثار، فالاعتدال هو المفتاح في ذلك.

 

  • الحليب ومنتجاته: 

الحليب ومنتجاته مفيدة للغاية نظراً لاحتوائها على الكالسيوم و المغنيسيوم و الفسفور وقد تحتوي على كمية من فيتامين د عندما تكون مدعمة، توجد العديد من التوصيات سواء من اشخاص مُختصين او غير مختصين من المواقع المختلفة  التي تخبر النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أن يبتعدوا عنه، إن الحليب ومنتجاته وخاصة قليلة الدسم نظراً لاحتوائها على دهون معينة قد تكون مفيدة في الخصوبة، لكننا على العموم لا نستطيع التعميم عليه فبعض الأشخاص قد تتأثر لديهم الحالة بسبب الحليب ومنتجاته وبعض الأشخاص يكون جيداً بالنسبة لهم ، لذا فان هذه النقطة مختلفة من شخص إلى أخر.

 

  • الأحماض الدهنية أوميجا ثري: 

بعض الدراسات وضحت أن الدهون أوميجا قد تكون مفيدة في تقليل كتلة الجسم، معدل هرمونات الذكورة و مقاومة الانسولين، بشكل عام يُنصح للأفراد أن يتناولوا حصتين أسبوعيا من المصادر الغنية بالأوميجا ثري مثل الأسماك كالسلمون و التونة و السردين.

 

  • فيتامين د: 

هنالك علاقة بين فيتامين د ومتلازمة تكيس المبايض، لابد من الفحص مع الطبيب المعالج على نسبة فيتامين د وفي حالة نُقصانه يعوض مع الطبيب المعالج.  يُنصح كنمط حياة صحي بالتعرض لأشعة الشمس لكون ذلك الفيتامين يصنع بواسطة الجلد.

 

  • القرفة:

هنالك بعض الدراسات التي أُجريت على القرفة وفوائدها للمصابين بمتلازمة تكيس المبايض، لكننا نحتاج إلى العديد من الدراسات لكي نستطيع أن نضع توصية نهائية. توصلت الأبحاث حالياً أن القرفة بمعدل ربع ملعقة شاي الى ملعقة شاي واحدة أعطت نتائج إيجابية للمصابين بالسكري في مراقبة نسبة السكر في الدم، وبالنسبة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض فقد لُوحظ أن الحيض قد تحسن في المجموعة التي أُعطيت القرفة ولم يتحسن في مجموعة التحكم  الذين لم يستهلكوا القرفة، ولكن مقاومة الانسولين لم تتأثر بذلك. في النهاية لابد من إجراء المزيد من الأبحاث في هذا الموضوع، ولكن إضافة القرفة الى النظام الغذائي أي عن طريق مصدرها الطبيعي بمعدل ملعقة شاي أو ربع ملعقة شاي يعتبر منطقي، وقد يُفيد الأشخاص المصابين بذلك.

 

بقلم أخصائية التغذية جمانة العوفي

@awfijumanah

Instagram @jumana_sao

 

المراجع:

  1. Ring, M. (2017). Women’s health: polycystic ovarian syndrome, menopause, and osteoporosis. Primary Care: Clinics in Office Practice, 44(2), 377-398.
  2. Nelms,M,Kathryn.P.sucher,Lacy,K.(2016) , Nutrition therapy and pathophysiology , 3 edition , chapter 17 page 484-485.