كثيرًا ما أسمع أن الخمسين هي أفضل مرحلة في عمر الرجل، فهي المرحلة الذهبية التي ما إن يصل إليها حتى ينظر إلى إنجازاته بكل فخر. أما المرأة ما إن تصل إلى عمر الخمسين حتى يقال أنها دخلت في ”سن اليأس“، ولا أدري لم اُقترنت هذه المرحلة -الذهبية بالنسبة للرجل- باليأس، فاليأس في اللغة هو القنوط وانقطاع الأمل! قد تخبرني إحداكن أن اليأس هنا بسبب إنقطاع الخصوبة، فهل انقطع الأمل والرجاء عن المرأة بسبب توقفها عن إنجاب الأطفال؟ العجيب أن الترجمة الحرفية لهذه الفترة باللغة الإنجليزية هي ”توقف الحيض“ وليست هناك إشارة إلى أي يأس أو قنوط.

 

كنساء، وبسبب تغاضينا -أو من الممكن خوفنا- من هذه المرحلة المهمة من حياتنا، أهملنا أيضًا فترة الإستعداد لها طبيًا من الناحيتين النفسية والجسدية. فمرحلة ”ما قبل توقف الطمث“ وهي التي تسبق توقف الطمث، تبدأ ما بين سن ال٤٥ إلى سن الخمسين. هذه المرحلة المهمة يكاد يختفي ذكرها ويتم تجاهلها في مجتمعنا، فتكون الدورة عند المرأة غير منتظمة، كأن تختفي لشهرين متتالين أو تصبح خفيفة للغاية، وبعض النساء يُصبن بالإرهاق، ومشاكل في النوم، وتغييرات في المزاج، أو حتى الإكتئاب.

 

في مقالة مفيدة تُشير الطبيبة دومينيك فرادين ريد أن التغييرات تحدث بسبب ارتفاع هرمون الإستروجين ما بين ٢٠٠-٣٠٠ بيكوجرام لكل مللتر، ولكن عندما تقترب مرحلة توقف الطمث فإن هذا الهرمون ينخفض بشكل كبير حتى يصل إلى ٢٠ أو ٣٠ بيكوجرام!

 

هرمون الإستروجين الذي يُشعر المرأة بأنها مرغوبة وسعيدة، أما البروجسترون فهو الهرمون المسؤول الذي يجعلها تشعر بالاسترخاء. فعندما يتوقف التبويض فإن هرمون البروجسترون يتناقص، وفي السنوات الأولى فإن جسد المرأة يحتوي على كمية طبيعية من الإستروجين ومنخفضة من البروجسترون، أو كمية مرتفعة من الإستروجين ومنخفضة من البروجسترون. هذه التقلبات كلها تؤثر على المرأة وتُحدث لها العديد من التغييرات.

 

ماهي التغييرات التي تحصل للمرأة قبل توقف الطمث؟

الكثير منها! في بشرتها وشعرها، وحتى طاقتها. فتشعر بالإرهاق والأرق، كأن تستيقظ في آخر الليل ويصعب عليها العودة إلى النوم. العديد من النساء يصبحن سريعي التأثر، فتبكي بسهولة. كل هذا بسبب الهرمونات! فالخلل في الهرمونات يجعل المزاج سريع التأثر للغاية.

 

زيادة الوزن: فعدم توازن الهرمونات يُحدث ما يُسمى ب“مقاومة الأنسولين“ والذي يتضارب مع مقدرة الجسم على حرق الكالوريز فيُخزن الدهون في الجسم. كما أن هرمون الكرتزول يلعب دورًا في زيادة الوزن.

 

الشعر والبشرة: تظهر الحبوب في الوجه بسبب تناقص الهرمونات الأنثوية وازدياد الكورتيزول، وبسبب تغييرات الأيض، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وضغط الدم.
 وبسبب تغييرات الهرمونات هذه تُصبح بصيلات الشعر حساسة للغاية، فيتساقط الشعر.

 

قد تتسائلين، ماذا عليّ أن أفعل؟ هل هناك مكملات أو فيتامينات تفيدني؟

استشيري الطبيب قبل أن تتناولي أي فيتامينات معينة، لأن بعضها قد تؤثر سلبًا على صحتك. فالمكمّلات التي تحتوي على الإستروجين والبروجسترون يجب أن تُؤخذ بعد انقطاع الطمث لتناقصهما في الجسم. ففي البداية، تحتاجين إلى مكملات للبروجسترون فقط وليس الإستروجين الذي مازالت تنتجه المبايض. هناك مكملات ممتازة تدعم كلا من البروجسترون والاستروجين، لكن من الأفضل أن تستشيري طبيبك من أجل ذلك أو قبل أن تقرري استخدام بعض المقترحات التالية:

 

(هناك مكمّل ممتاز يدعم كلا من البروجسترون والإستروجين في المرحلة الأولى وهو زيت ”زهرة الربيع“ primrose oil، ويفضل أن تتناوليه ليلًا. ”فايتكس“ vitex أو ”توت العفة“ chaste tree مع زيت زهرة الربيع. هناك منتج آخر اسمه ”سيرينول“ Serenol وهو يُصنّع في النرويج من لقاح النحل ويُساعد في التخفيف من الأعراض كالهبّات الساخنة -الإحساس بالحرارة فجأة في الوجه-. هناك أيضًا مكمّلات اسمها Cortisol Calm تحتوي على الأعشاب المفيدة التي تساعد على تخفيف التوتر والشعور بالراحة“.

 

أفادت دراسة إكلنيكية أن ٩٣٪ من النساء الأوروبيات اللواتي استخدمن Relizen وهو مصنوع من الأعشاب الطبيعية في السويد، وتم استخدامه من أكثر من مليون امرأة شعرن بالتحسن من أعراض مرحلة ما قبل توقف الطمث، ومرحلة توقف الطمث.

أما Estrovera وهو مكمّل يحتوي على نوع خاص من أعشاب الراوند فقد تم استخدامه لأكثر من عشرين عامًا للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث كالهبّات الساخنة واضطرابات النوم، وتغيرات المزاج.

توصي الطبيبة أيضًا باستخدام L-theanine وهو حمض أميني يحتوي على مكونات الشاي الأخضر والتي تساعد على الإسترخاء كما أثبتت الدراسات الإكلينيكية).

 

بعد هذه المعلومات الخاطفة عن مرحلة ما قبل توقف الطمث، ومعرفة دور الهرمونات الكبير في التغييرات التي تحصل للمرأة في مرحلة الطمث، استعدي لها وأخبري النساء اللاتي يقتربن من هذه المرحلة لتساعدينهن في تخطيها بسلام حتى يتوقف الطمث دون الإشارة إلى ”اليأس“ أو القنوط.

 

*هذه المقالة مُترجمة بتصرف عن:

Goop: Don’t call it menopause embracing the change