هل تغسلين الفوط الصحية؟ يبدو السؤال غريبًا بالنسبة للبعض.
كنساء نعيش في هذا العصر الحديث، تعودنا أن نرتدي الفوط الصحية ذات الإستخدام الواحد خلال الدورة الشهرية ومن ثم نلقي بها بعيدًا حالما ننتهي من استخدامها. تستخدم المرأة خلال فترة حياتها أكثر من ١٢ ألف فوطة صحية! هذا الرقم كبير للغاية، فهل فكرتِ يومًا في مضارها؟
لذلك تلجأ بعض النساء الآن إلى عادة قديمة كانت تمارسها جداتنا، وهي غسل الفوط الصحية! نعم، خلال دورتهن الشهرية يستخدمن الفوط الصحية المصنوعة من القماش، وهي بديل صحي وآمن ومريح، ومن ثم يغسلنها ويُعدن استخدامها مرة واثنين ومرات عديدة.
هذه المقالة ليست لإجبارك على تغيير نظامك بشأن الفوط الصحية، لكنها دعوة إلى نشر الوعي بين النساء بشأن هذا الموضوع، وقد تتخذين قرارك بناء على هذا المقال.
أولًا كيف يكون شكل الفوط القماشية؟
تُشبه الفوط الصحية التي نستخدمها، لكنها جذابة وتأتي بخيارات متعددة من الألوان، و مصنوعة من قماش قطني ١٠٠٪.
لماذا من الأفضل لنا استخدام الفوط الصحية القماشية؟
– لأنها لاتحتوي على مواد مضرة:
السبب الرئيسي لاستخدام الكثير من النساء حول العالم الفوط الصحية المصنوعة من القماش أنها لاتحتوي على مواد ضارة. فهي قطنية١٠٠٪ ولاتسبب حساسية أو تفاعلات مضرة لمنطقتك الحساسة أو لجسدك.
هذا يثير التساؤل التالي: هل الفوط الصحية ذات الإستخدام الواحد والتي نستخدمها حاليًا آمنة؟
تلاصق الفوط الصحية جزء حساس من أجسادنا، فهي قريبة من القناة المهبلية والتي تحتوي على العديد من الأوعية الدموية التي تُنتج الإفرازات المخاطية. هذه الإفرازات تحمينا من البكتيريا. وفي نفس الوقت، لدى القناة المهبلية القدرة على امتصاص السوائل، وبالتالي المواد الموجودة في الفوط الصحية! لكن ماهي المواد الموجودة في هذه الفوط؟
أغلب شركات الفوط الصحية – إن لم يكن جميعها- تمتنع عن سرد مكونات الفوط الصحية على علبها بوضوح. عندما حاولت منظمة “أصوات النساء” إجراء دراسة على مكونات فوط صحية مختلفة والتي تنتجها إحدى الشركات الشهيرة- وهي تمتنع أيضًا عن سرد مكونات الفوط الصحية- وجدت أنها تحتوي على التالي:
سيتارين: مادة مُسرطنة.
كلوروميثان: مادة سمية متوالدة.
الكلورويثان: مادة مسرطنة.
الكلوروفوم: مادة مسرطنة تحتوي على مادة سمية متوالدة، وعلى سموم النيوروتوكسين.
الأسيتون: مادة مُهيجة للبشرة.
هذه المواد كلها ذات تأثير سلبي على منطقتك الحساسة وعلى بشرة جلدك أيضًا. بالطبع تدعو المنظمة إلى إجراء المزيد من الإختبارات والبحوث على هذه المنتجات من أجل فحص المواد المضافة إليها، ومن أجل فهم مدى الضرر الناتج عن استخدامها.
بحسب موقع WebMD، يقول بعض أعضاء مجلس الشيوخ ومنظمات صحة المرأة في الولايات المتحدة أن الأبحاث التي أُجريت في هذا المجال غير كافية. ”لاتوجد أبحاث تشير إلى أن هذه الفوط الصحية آمنة، وبعض الأبحاث التي أجرتها منظمات صحة المرأة وجدت بأن هناك مواد كيميائية ضار مثل الديوكسين، ومواد مسرطنة، وسموم متوالدة في الفوط الصحية“ – كارولين مالوني، عضو مجلس النواب الأمريكي.
أما إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة FDA فتقول بأن الفوط الصحية هي آمنة لأنها لاتحتوي على مواد كيميائية خطيرة أو تحتوي فقط على كميات ضئيلة منها. لكن مالوني تصر على أنه لا يوجد أحد متأكد من هذه المعلومة لأنه ليس هناك حتى الآن أي دراسة توضح آثارها على المرأة خلال حياتها.
– أفضل للبيئة: هناك حوالي ٢٠ مليار فوطة صحية مستخدمة (تشمل السدادات القطنية ”التامبون“ والأكواب) تملأ أراضي شمال القارة الأمريكية سنويًا، هذا الرقم مخيف! مايخيف أكثر أن هذه المواد تستغرق مئات السنين حتى تتحلل (خاصة إذا كانت مغطاة بالأكياس البلاستيكية). فباستخدام الفوط الصحية القماشية، سوف تُسدين معروفًا كبيرًا إلى البيئة وإلى الأجيال القادمة.
توجد بعض الإيجابيات الأخرى مثل كونها اقتصادية: فبدلًا من الصرف الشهري على الفوط الصحية، ستشترين الفوط القماشية لمرة واحدة فقط خلال فترة طويلة.
بعد هذه النبذة البسيطة عن أضرار الفوط الصحية، فإن الخيار أولًا وأخيرًا عائدٌ إليكِ. من الممكن أن تبدأي في تجربة الفوط القماشية، سيبدو الأمر صعبًا وغريبًا في البداية، إلا أنكِ ستعتادين عليها وستشعرين بالفرق عند استخدامها. كذلك باستطاعتك تجربة عدد قليل من الفوط القماشية كبداية من أجل الاعتياد عليها أو استخدام الاثنين معًا من أجل تقليل استهلاك الفوط ذات الاستخدام الواحد. بإمكانك أيضًا أن تستخدمي الفوط الصحية العضوية ”أورقانيك“ الخالية من المواد الكيماوية والبلاستيكية، وذات الاستخدام الواحد. وهي تُشبه التي نستخدمها حاليًا والموجودة في كبرى محلات السوبرماركت، لكنها عضوية وبالطبع، ذات سعر مرتفع نسبيًا ككل المنتجات العضوية.
المراجع: