ثمرة شجرة الباوباب أو كما يطلق عليها محليا «الحبحبوه» هي ثمرة معروفة منذ زمن بعيد. تعرفنا عليها على يد الباعة المتجولين
(الأفارقة) من عشرات السنين، لها شكل غريب وطعم حامض وأحبها الكبار قبل الأطفال، وقد غزلت حولها العديد من القصص، منها
السيئة التي كانت بغرض منع الأطفال من شرائها من الغرباء، ومنها الجيدة التي كانت تسوق لهذه الثمرة على أنها معجزة ولها فوائد
صحية كثيرة، والاتجاه السائد حاليا هو الترويج لفوائدها الصحية.

الحبحبوه هو الاسم الشائع لهذه الثمرة محليا، ولهذه الثمرة شكل صدفي كمثري يحتوي على بذور سوداء تغلفها مادة بيضاء جافة جدا
(مسحوق) لها طعم حامض نوعا ما، تعرف شجرة هذه الثمرة بشجرة التبلدي أو البُوحِبَاب أو الباوباب أو شجرة القارورة أو الشجرة
المقلوبة أو شجرة خبز القرود، والاسم العلمي لها «Adansonia» أو «baobab»، وتنمو شجرة الحبحبوه في الأصل في أفريقيا،
ومدغشقر، وأستراليا، والشرق الأوسط.

الثمرة يمكن أكلها ويستخدم مسحوق بذورها في بعض المناطق في الطعام لاعتقاد الناس أنه مغذ وأن له فوائد صحية معينة، كما يستخدم
أيضا كمادة حافظة.
يروج لهذه الثمرة على أنها مفيدة لعدد من الأمراض كالسكري والضغط والربو وبعض الأمراض الجلدية. ويعتقد الناس أنها غنية
بالفيتامينات والمغذيات المهمة للصحة والوقاية من الأمراض.
تحليل ثمار وأوراق هذه الشجرة أثبت أنها تحتوي على كمية كبيرة من الألياف، إضافة إلى عدد من المغذيات كالفوسفور والكالسيوم
ومضادات الأكسدة، وأهمها فيتامين سي. ولكن في المقابل لا توجد دراسات وبيانات علمية دقيقة وكافية تفسر كيفية عمل هذه الثمرة في
المساعدة على الحفاظ على الصحة أو الحد من الأمراض.

هناك عدد قليل من الدراسات التي تقول إن الحبحبوه أو الـ baobab تفيد في حالات الربو وبعض حالات الحساسية الجلدية، كما أن
البعض يستخدمها كطارد للبعوض. كما توجد أيضا دراسة تقول بأن هذه الثمرة مفيدة لمرضى السكري في خفض مستوى السكر في الدم
عند إضافتها للخبز الأبيض. ودراسة أخرى تقول إنه عند إضافتها للوجبات سوف تخفض من الحاجة للأنسولين. إضافة إلى دراسات
تقول إن لها تأثيرا خافضا للحرارة وخواص مضادة للالتهابات والبكتيريا والفيروسات. ولكن لا يمكن الجزم بنتائج هذه الدراسات لأنها
تحتاج إلى مزيد من الدلائل والأبحاث حتى يمكن القول إن هذه الثمرة مفيدة حقا في هذه الاستعمالات ولهذه الأغراض.

وتعد هذه الثمرة آمنة عند استخدامها كغذاء (FDA, 2009)، ولكن لا يمكن الجزم بأمانها عند استخدامها كدواء. ويجب على السيدات
الحوامل والمرضعات الحذر عند استخدامها لأنه لا توجد معلومات كافية لدعم أمان استخدامها لهذه الفئة. كما يجب الوضع في الاعتبار
أنه على الرغم من أن الحبحبوه يعد منتجا طبيعيا لكن ليس بالضرورة أن يكون آمنا للاستخدام على المدى الطويل، ولا توجد دراسات
إكلينيكية تدعم سلامة استخدامه.

دمتم بصحه وعافيه

 

د. نسرين محمد عبدالسلام
أستاذ مساعد تكنولوجيا وسلامة الأغذية
قسم الغذاء والتغذية
جامعة الملك عبدالعزيز

@nmma3